
دعا وزير الخارجية رمضان لعمامرة المسؤولين المغاربة إلى “ضبط النفس والاعتدال في التصريحات”، بسبب هجوم حاد صدر عن ملك المغرب محمد السادس، ووكالة أنباء المغرب العربي على خلفية موقف الجزائر من ملف حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، واستياء قوى غربية من تعامل المغرب مع هذا الملف.
قال لعمامرة، أمس، بمقر وزارة الشؤون الخارجية، بمناسبة ندوة صحفية مشتركة مع وزيرة خارجية كولومبيا ماريا أنجيلا هولغين، إنه سبق أن دعا “الأشقاء المغاربة” في 8 أكتوبر الجاري، في إطار الاحتفال باليوم الوطني للدبلوماسية، إلى “التحلي بضبط النفس ولكننا لاحظنا العكس مع مرور الأيام. فقد كانت البداية بتصريحات ذات طابع توسعي خطير تعلّق بالتراب الجزائري”. يقصد مسؤول حزب الاستقلال المغربي حميد شباط، الذي طالب في أفريل الماضي، المسؤولين الجزائريين بـ”التخلي عن الأراضي المغربية التي يستعملونها ضدنا”. وطالب بـ”استرجاع تندوف وبشار وحاسي بيضة وقنادسة”.
وبعدها جاء خطاب الملك محمد السادس في 11 أكتوبر الجاري، انتقد فيه بشدة موقف الجزائر من النزاع في الصحراء الغربية، ودعا البرلمان المغربي إلى التعبئة الشاملة للرد على “خصوم الوحدة الترابية”. وسئل لعمامرة عن حدة لهجة وكالة الأنباء المغربية ضد الجزائر مؤخرا، فقال إن ذلك مرتبط بندوة أبوجا بنيجيريا حول التضامن مع القضية الصحراوية، التي انطلقت أول أمس والتي عرفت مشاركة وزير العدل الطيب لوح الذي ألقى كلمة نيابة عن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، دعا فيها إلى استحداث آلية لمراقبة أوضاع حقوق الإنسان في الصحراء. وأضاف وزير الخارجية: “ردود فعل المغاربة ليست مقبولة وغير مسؤولة، وأتمنى أن تكون الأخيرة”.
من جهة ثانية، قالت وزيرة خارجية كولومبيا، التي أنهت أمس زيارة للجزائر دامت يومين، إنها اتفقت مع السلطات الجزائرية على تنظيم مشاورات سياسية ثنائية على مستوى وزاري، أو نواب وزراء على الأقل مرة في السنة. وأعلنت عن إبرام اتفاقات مع الطرف الجزائري خلال زيارتها، أحدها مع الوكالة الجزائرية لترقية التجارة الخارجية والهيئة التي تعادلها في كولومبيا، وآخر بين المعهدين الدبلوماسيين. وأوضحت أن كولومبيا سترفع مستوى تمثيلها بالجزائر، إلى تعيين قائم بالأعمال بداية من العام المقبل. للإشارة فإن الجزائر يمثلها سفير بكولومبيا.
وذكرت أنجيلا هولغين أن مستوى التبادل التجاري ضعيف بين الجزائر وبوغوتا، “إلى درجة تجعلني أخجل من ذكر الأرقام”. وأشارت إلى أن حكومة البلاد دخلت في مسار سلام مع الجماعة المعارضة “القوى العسكرية الثورية الكولومبية”، وأن ذلك كان محل حديث مع الوزير الأول عبد المالك سلال أثناء لقائها به. وأضافت: “نحن أصدقاء في الأمم المتحدة وتربطنا علاقات تعود إلى أيام حركة عدم الانحياز. لذلك أنا مقتنعة أن تبادل الزيارات مفيد ويقرّب بلدينا بدل الاكتفاء بالاتصالات الهاتفية”. وأشارت إلى أن لحم البقر الكولومبي ليس أقل جودة من لحم البقر الأرجنتيني الذي تستورده الجزائر، وأن كولومبيا ثالث قوة اقتصادية في أمريكا الجنوبية بعد البرازيل والأرجنتين.
وأوضحت هولغين أن جيران كولومبيا يستفيدون من مساعدتها في المجال الأمني، خاصة في محاربة كارتيلات المخدرات المنتشرين بكثرة، حسبها، في بلدها وفي المكسيك. وقالت إن “خبراءنا في محاربة الكوكايين يملكون معطيات ثمينة عن تجار المخدرات، وبإمكاننا مساعدة الجزائر”.
وحول الأزمة في سوريا، ذكر لعمامرة أن الجزائر “تؤيد جهود الأخ الإبراهيمي كمبعوث للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، الذي نتمنى له النجاح في مؤتمر جنيف 2 الذي نعتبره فرصة للبحث عن حل سياسي، بدل منطق المواجهة السائد حاليا”.
الخبر الجزائرية- حميد يس
ملاحظة: ما ينشر في زاوية “أخبار المواقع” لا يعبر عن وجهة نظر “صحراء نيوز”، ولكنها نافذة للتعرف على ما يكتب عن المغرب من قبل المواقع الأجنبية..
0 comments:
Post a Comment